المؤتمر الدولی السابع للإتحاد العربی للتنمیة المستدامة والبیئة سبل تعزیز التکنولوجیا النظیفة والتقنیات صدیقة البیئة بالمنطقة العربیة یومی 19-20 نوفمبر 2017

  قبل قرنٍ من الزمن، کنا نعتقد أن العالم الطبیعی غیر متناهٍ فی إمکاناته المخصصة لاستخدامنا، موجود لکی نغزوه ونستمتع به نحن والأجیال المتعاقبة من أطفالنا وأحفادنا، أما الآن وبعد أن نضجنا کأُمة؛ وأصبحنا فی موقع المسؤولیة لم نعد نعتقد بذلک، إذ بدأنا بالاعتراف بأن العالم الطبیعی محدود وغیر حصین، وأن الأفعال التی یمارسها البشر فی جیلنا قد تؤثر بجدیة على مستقبله وعلى مستقبلنا نحن کذلک على حدٍ سواء، لذا فقد احتلت البیئة ومنذ مطلع الستینیات من القرن الماضی منزلةً کبیرةً من الاهتمام العالمی ولاسیما فی الدول المتقدمة، إذ زاد الوعی لدى الأفراد والمنظمات بالقضایا المتعلقة بالبیئة والتی تهم المجتمع الإنسانی بأسره، ومما زاد من وعیهم تزاید التداعیات السریعة للبیئة وتزاید القلق بشکل کبیر فی السنوات اللاحقة نتیجة تفاقم المخاطر المهددة للبیئة والبشریة على حدٍ سواء، والتی کان من أبرزها التغیر المناخی العالمی وارتفاع درجات الحرارة نتیجةً للاحتباس الحراری، وانتشار ظاهرة التصحر فی أغلب بلدان العالم نتیجةً لعملیات القطع المستمر للأشجار وتقلص المساحات الخضراء فیها بشکل کبیر، واستنزاف الموارد الطبیعیة وتلف البیئة الطبیعة وتلوث الهواء نتیجة ما تطرحه المصانع والمعامل من مخلفات وعوادم وغازات سامة وإنتاجها وتسویقها لمنتجات ضارة بالبیئة والإنسان، فضلاً عن سوء تعامل الإنسان مع البیئة، مما سبب تلفاً وثقباً بطبقة الأوزون فی الغلاف الجوی، وبالتالی تسرب المواد السامة التی تؤثر بشکلٍ سلبی فی النشاط الحیوی للکائنات الحیة على وجه الأرض.